في ذكرى وفاة الراحل الكبير محمد بلحسن الوزاني
تخلد مؤسسة محمد بلحسن الوزاني ذكرى وفاة زعيمها الراحل الذي وافته المنية في التاسع من شهر شتنبر 1978.وبهذه المناسبة، لا يمكن لنا في مؤسسة عبد الهادي بوطالب إلا أن نستحضر نضال الفقيد الوطني وكفاحه المبكر وهو في ريعان الشباب ضد الحماية الاستعمارية. لقد كان الراحل كاتبا موهوبا، حيث جعل من الإعلام أداة من أدوات التعريف بقضية الشعب المغربي، وإطارا لفضح أساليب الاستعمار، ومن بينها على سبيل المثال، مؤامرة الظهير البربري الذي كان يهدف إلى تقسيم الأمة المغربية
ويشهد التاريخ المعاصر، كما سبق للأستاذ عبد الرحمن اليوسفي أن أكد على ذلك في ندوة دولية حول ذكرى وفاة الفقيد بمدينة فاس في سنة 1998، يشهد للزعيم محمد بلحسن الوزاني على الخصوص، مواقفه ونظرياته المتميزة حول الديمقراطية التي رآها الجسر القوي والأساسي للمرور إلى تحقيق أي استقلال اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي. وقد ظل الراحل وفيا لمبادئه وللقيم التي حملها سواء ضمن الحركة الوطنية أو في حزب الشورى والاستقلال الذي كان له شرف زعامته أو على امتداد سنوات الاستقلال، وفي هذا الصدد نقدم جزءا من شهادة كان قد أدلى بها الأستاذ عبد الهادي بوطالب في حق الفقيد لإحدى الجرائد الوطنية: “وحيث طلبت مني أن أتحدث عن محمد بن الحسن الوزاني في عبارات مختصرة فدعني أقول صادقا وبعد معاشرتي عن قرب للرجل إنه كان عنوانا فريدا للاستقامة، والنزاهة، والزهد، والوطنية الصادقة، ورجل المبادئ التي لا يعرف فيها مهاودة ولا تفريطا. ولعله الوحيد من بين الزعماء الوطنيين المؤسسين الرواد للحركة الوطنية الذي لم يجن من الوطن نفعا ماديا ولم يستخلص عن كفاحه عوضا أو ثمنا
وعندما تقلد منصب وزير الدولة في أول حكومة أسسها الملك الحسن الثاني لم يمكث في الوزارة إلا أياما معدودات وبعث باستقالته من القاهرة وهو على رأس وفد المغرب إلى الجامعة العربية للحضور في دورة مجلس الوزراء. وعاد إلى المغرب فوجد أن حسابه بالبنك قد وضعت فيه الخزينة مرتبه الشهري بكامله، بينما كانت استقالته في يوم العشرين من الشهر، فأرجع إلى الخزينة من مرتبه ما ينوب العشرة أيام التي لم يعمل فيها وزيرا. وكان هذا المرتب الأول والأخير، إذ لم يشغل بعد ذلك أية وظيفة قط إلى أن وفاه أجله بعد سقوطه جريحا وفقده ذراعه في محاولة انقلاب الصخيرات. وكان لذلك أثر على صحته، انتهى به إلى لقاء الله، رحمه الله وأثابه”
لهذا وبمناسبة هذه الذكرى، نترحم على الفقيد الذي مازال حيا بيننا بنضاله وكتاباته ومواقفه، التي ينبغي أن يستخلص منها شباب المغرب كل الدروس، لمواصلة الكفاح من أجل التنمية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وهي نضالات وكتابات ومواقف تسهر عليها مؤسسة محمد بلحسن الوزاني بإدارة الأستاذة حورية الوزاني ابنة الراحل ونخبة من المثقفين، الذين نؤكد مرة أخرى بهذه المناسبة، على التعاون بين مؤسستينا في الاتجاه الذي يساهم في تقريب التاريخ الوطني من الشباب، ويساهم أيضا في مناقشة ومعالجة الإشكاليات التي تواجه تقدم وتطور المجتمع المغربي
رحم الله الفقيد وجازاه الله أحسن الجزاء